الريحاني الذي أحب مصر
كل شئ الان أصبح مختلف حتي صناع الضحكه في الدراما المصرية باتت إفهاتهم مبتذلة غير محسوسة فلم تلمس الوجدان لدي المتلقي فعزف الناس عن الفن تدريجيًا وهو أمر مقلق وينذر بعواقب وخيمة لان للفن رسالته السامية التي تسهم وبشكل كبير في الحفاظ علي النسيج الوطني في شتي مجالاته سواء الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية وهنا لابد من وقفه حتي يستعين الفن بريقه رغم أن هناك أعمال ناجحة إلتفت حولها الاسره كاالاختيار وغيره٠
وهنا يحضرني آخر ما كتبه الراحل العظيم نجيب الريحاني في مذكراته
مات نجيب الريحاني
مات الرجل الذي اشتكى منه طوب الأرض وطوب السماء إذا كان للسماء طوب
مات نجيب الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب
مات الرجل الذي لم يعرف ألّا الصراحة في زمن النفاق
ولم يعرف إلا البحبوحة في زمن البخل والشح
مات الريحاني
في ستين سلامة
-------
بسمته الساخرة من الدنيا
ونظرته الأخيرة في فيلم غزل البنات
لم تكن إلّا نظرة توديع للحياة ولجمهوره
-------
وقد نعاه الملك فاروق قائلا
(إني أحزن عندما تفقد بلادي رجلا ممتازا، وقد حزنت كثيرا بفقد نجيب الريحاني الرجل الذي خدم مصر، وأحب مصر، وأحبته مصر ولذا أوفدت مندوبا لتشييع جنازته، وإني على يقين أن الشعب مُقدر لهذا الرجل خدماته وان جنازته ستكون شعبية).
وبناء على التوجيهات الملكية أصدر وزير المعارف أوامره بأن يتم عمل لوحة تذكارية بدار الأوبرا الملكية للمغفور له الأستاذ نجيب الريحاني، نظرا لما أداه من خدمات للفنون المسرحية ولما كان يتجه إليه دائما نحو الإصلاح الاجتماعي٠
الفن والفنان لايموت يظل عايش الي أبد الدهر بفنه الخالد٠